تُحلق مراسيل السلامِ في أعالي أحضان سمائي، ولكن كانت أرضي تُروى' بدماء أبنائي، زُينت كُل أركان دياري بصرخاتٍ من لهيب الدمارِ ، أنا أرض السلام، و حُرم السلام على أرضي ومن ذاتي، صرختُ بالحريةِ ولم يُلبى' ندائي، كُسرت جناحات قواريري، إلى أن بالت صخر رمالي من بحر الدموعِ، وقهرة الحالِ، وكنت طائرًا جريحًا ما بيدي حيلة، إلهي تلجم لساني، وعيناي محاجرها قد جفت ، كفتاةٍ في يوم عُرسها، و لم يمُر دقائق، وقد تحولت أصوات الفرحِ لصراخات مؤلمة؛ قائلين : يا ويلا، يا ويلا، رحل الحبيب ليس راجعًا، مُودعًا لديار محبوبتهِ التي لم تلحق أن تُرتسم ضحكاتها، ليست طبول الفرح التي تُعزف بل سهومًا مُقبلة علي كُل ليلةٍ، حربًا بدأت ونهايتها لم تحكم بعد ، ولكن هل سأظل حبيسةٌ داخل تلك الجُدرانِ التي تُقيدني من آلاف الأعوامِ؟!! هل سيظل الإناء مُمتلئًا بسموم الماضي؟!! ليسري إلي جميع جوائحي، مُتملكًا من قلبي، مانعًا من أن يُقبض تارة أو يُبسط تارة!! ماذا؟!! أ سأظل أنتظر أن تُفنى' زهرتي، أم سأقبل لعامًا تُزهر فيهِ من جديد؟!! آهااااً هلاكًا يقتُلني حيًا كضائعٍ في جحيم الشيطانِ، ولكن هل هناك أملًا في توبةٍ تكن لي مُنجدةً من ذاك الهلاكِ؟!! متي ستُشرق شمسي؟! و يُرفرف البلبلِ بأبهج الأنغامِ، مُبشرًا بتلبيت ندائي!!
قُدسنا أمست تنادي صوتها عما البطاح، من تراه سوف يأتي حاملًا طهر الوشاح؟! والمآذن في صداها تشتكي أين رباح؟! أين هذه الليالي؟! أين عُشاق السلاح؟! كم حلمت فيك تأتي تمسح عني الجراحِ! كم حلمت أن تعود منشدًا لحن الكفاح! ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟! من أي تاريخ سنبدأ؟! بعد أن ضاقت بنا الأيام، وأنطفأ الرجاء، يا ليلة الإسراء عودي بالضياء، أنا القدس سأظل عاصمة أرض السلام، ولم أرى' السلام يومًا ما، ولكن إن في القدس رجالًا أبصروا درب الفلاحِ، إن في القدس يتامى أنبتوا ريش الجناحِ، إن في القدس جبالًا راسياتٍ لا تُزاح، أيقنوا أن الظلام سوف يجلوه الصباح.
ڪ/ رحــاب الهتـمـــي"طـيـف الخـيـال•••♡"
نوع العمل: خاطرة
المحافظة: البحيرة
#مبادرة_سفراء_الكتابة_لدعم_المواهب