"يأس ممذوجًا بالخوف"

أسيرُ بين الناسِ، أرى منهم المخادع والمنافق، الكاذب والحاقد، والقاسية قلوبهم، أسيرُ بينهم متعجبةً لأمرهم وأرى منهم من في يأسهِ خوفًا منهم، أرى بأن هنالك بعض من الناس قد سأمت وضجُرت من التفاهم مع تلك الأناس، تخاف بأن تختلط بِهم فتُصبح منهم وتخاف بأن تنفر منهم فتقتُلها الوحدة والإنطواء، تخافُ وفي خوفها يأسًا واستسلامًا للأمر الواقع لواقِعُنا هذا، نرى من بعضِهم بأن يُجاهد الإلتزام بعد طول انتكاس ومرار الحرمان من ملزة القُرب من الله، فتجِده حائرًا، حائرًا بأن كيف لي أن أواجهَ الناس؟ كيف لي بأن اختلط بِهم؟ وأقول لهم هذا حرامًا وذاك حلالًا وأنا كُنت أفعلُه، هل سيتفهمونني ويأخذوا بيدي إلى الله ونرتقي عند الرحمن درجاتُنا في الجِنان؟ أم سأجد السُخرية والإستهزاء؟ ومن ثَم ييأسوا مِن الجِهاد ويخافوا من لقاء الرحمن، يخافوا حين يلاقوه يقولوا لهُ: هل بعت الجِنان من أجل الدنيا الفانية؟ هل تستهونوا بعذابِ النار؟ أم خوفًا من عبادٍ أنا خلقتهم؟ 

هذا ما نُسميه يأس ممذوجًا بالخوف، يُشتت الإنسان بين كيف لي الإلتزام وأنا في بيئةٍ تشُدني إلى الشهوات وإلى الهوا؟ وكيف لي النجاة والقرب من الله؟ فاتبعوا البيئة أي شداتون وضياع ونيران، واتباع ترك الشهوات والهوا وعدم الإستماع لكلام هؤلاء الناس من أجل الرحمن أي جنةُ عرضها السماء والأرض، فالإنسانُ مخير بينهم، مخير بأنه يمحو يأسه وينزع خوفه ويتابع الإلتزام ويقول بقلبًا جامدًا هذا حلالًا وذاك حرامًا حتى وإن كان الإنسان في ماضيهِ كان يفعل ذلك الحرام، فهو تاب إلى الله عز وجل وجدد توبته مع رب العباد، لعل أحدهم يهديه لله ويتوب من ذاك الحرام، فلا تجعل يأسك وخوفك من الناس يجعلك تتراجع في الإلتزام، فمن صبر على بلاء الناس له أجر ذلك عند الله عظيمًا، اصبروا ففي صبرِكم نجاة. 


#لـِ/عائشة_حمدالله"عبثيات".

#مبادرة_سفراء_الكتابة_لدعم_المواهب.

1 تعليقات

أحدث أقدم

تابعنا على الشبكات الاجتماعية

PageNavi Results No.