نصيحة زمن

 " نصيحة زمن "

هو انت قاعد يا بني كده ليه؟ فيك حاجة؟! لو فيه قولي، أنا أُمك، سند ضهرك، قولي يا بني بتعيط ليه؟! ودموعك بحر عطشان بترويها، ليه بتبكي بإنهيار كده؟! هو الزمن جه عليك؟! هو الدرس كان قاسي كده؟! هي كده دروس الحياة يا بني بتكسر الجبل، لكن القوي بيجمِّل نفسه ويتحمل، والدُنيا دوارة مفيهاش حد بيكمل، زعلان ليه؟! هما خذلوك كده؟! ولا أنت يا بني مُتكبر، هقولك نصيحة وخُدها مني واطّمّن: الدُنيا مهما تُوجَعك تنفعك، ومهما المصايب تكسَرك بتقويك، والدُنيا بتحب القوي، والغُصن الطري بيتكِسر من هب الريح، إنت زعلان من اللي حصل، بس هقولك كلمتين: فاكر أيام زمان؟ لما كُنت واحد هَش وفاشل ومتسويش جنيه؟ فاكر لما الكل قطع أمله فيك؟ فاكر لما كُنت بتقول هل أنا في يوم هكون شخص بجد وكبير؟

فاكر لمّا إتحديت العالم علشان هدفك؟ ووعدت إنك هتوصل وإتحملت كُل شيء؟ فاكر صبرك على المِحَن؟ وكان نصيبك إيه؟ فاكر لمّا عرفت بعد كده جبر ربنا شكلُه إيه؟ فاكر لمّا كُنت بتبكي ودموعك على خدك ومادد إيدك لربنا وطالب إنه يساعدك ويراضِيك؟ فاكر وحدتك في الليالي وكلامك لربنا وانت بتشكيلُه هَمّك واللي وجعك؟ وبتلاقيه دايمًا بيحِن عليك! كُنت بتسمع صوت يقولك: أصبر دا جبره قريب وكبير! عارف إن الحِمل عليك قاسي وتقيل، لكن صدقني لما توصل هتقول دا كان هيّن وربنا كبير، فاكر لمّا فَرّحك بعد المآسي؟ بعد تحمُلك وصبرك الطويل، فاكر لمّا بكيت من فَرحَك، وأعصابك إنهارت من الصدمة؟ أنا وصلت ومش مصدق، هل حقيقي ولا تخيُل ولا هو إيه؟! فاكر فرحة أهلك يومها بيك والناس جاية تهني وتبارك؟ وكل اللي راهن على فشلك جِه باركلك وقالك: تصدق أنا انبهرت بيك! فاكر لما الدُنيا كانت سعادة والفرح مالي عينيك، بس إنت بعدها غلطت غلط كبير، إتكبرت على الناس وعلى نفسك، مشوفتش الحقيقة، ومعرفتش إن الدُنيا دوارة، يوم ليك ويوم عليك، وقعت تاني أقل ما كُنت وشمّت الناس كلها فيك، حتى أهلك، فين اللي كان ناجح ومش سيعاه فرحته؟! ولا دا كان حظه كده وكان كلامه مفيش؟! دلوقتي بتتحسر على نفسك! أيوه ليه؟! مش إنت السبب! مُنتظر إيه من الناس اللي حواليك، لسه مُنتظر يمسحوا دَمعك ولا يطبطوا عليك! هُما عملوها قبل كِده علشان دلوقتِ تلاقيهم ضهر ليك؟! كل اللي تحتَك وصلوا وانت قاعد، وشمتوا دلوقتِ فيك، بس إنت عارف الحكاية، الدُنيا زي ما بتبتسم بتزعّل، ولو مشفوش قُدامهم هيقعوا زيك وأكتر، وانت هتقوم وهتعافر تاني.

أوعى تيأس؛ لأن الضربة اللي متموتش هتقويك، وانت قوي، قوم بس وأثبَت زي زمان وراهن إنك هتنجح وهتقاوم، وإنك لا يمكن للحظة تسالم، ومهما الليل ضامك هتناديه، وهتتحمل زي زمان كل حاجة؛ وهتدعي يارب معايا أنا ضعيف، خُد بإيدي ومتسبهاش أنا واثق إنك مش هتسيبني وهتراضيني زي زمان وأحسن؛ علشان إنكسرت ومش هقدر لوحدي، شوف ساعتها إزاي هيراضيك وهيجبرك من جبره، وهتقول بفضل ربنا وقعت واقف ومنضمتش، وربنا قادر يساعدك بس إياك... إياك تعيد الزمن تاني وتخليه يتكرر؛ لأن دي آخر فرصة ليك، بعدها هتموت ومش هتقدر تكمل، وهتُقع متكسر، ومش هتقاوم؛ لأنك مش هتكون قادر، وخَلصت كُل الفُرص، إياك تتكبر تاني، ومتشوفش حد قدامك؛ علشان لو وقعت المرادي هنصلى أكيد الضُهر عليك.

    وآخر نصيحة يا بني: الزمن دروسه قاسية وغالية ومش هتاخدها غير بوقعة جامدة، وعمر دروس الحياة ما رخصت، هتفضل تُوقع وتقوي؛ فخليك قوي وإتحمل وقاوم، هتوصل ومش إنتَ المرادي اللي هتوعد، أنا اللي بديك وعدي ووعدي ليك دين، يا ابن بطني، خُد بالك وحُط نصايحي حلقة وطريق إياك تخالفه؛ لإنك لو خالفتُه هتُقع ومش هتلاقيني جنبك أواسِيك، يا ابن بطني أنا ماشية بكره أوعك تنسى نصايحي، لدُّنيا تِنسيك. 


لِلكاتبة / أسماء متولي. 

" سفيرة الإبتسامة ".

إرسال تعليق

أحدث أقدم

تابعنا على الشبكات الاجتماعية

PageNavi Results No.