*أخر الليل*
هدأ المكان بعدما كان مليئًا بالضجيج، ذهبت كل الكائنات إلى مأواها حيث الطمأنينة؛ فالبعض يُغمض عيناه فَ ينام، والبعضُ الآخر يغمض عيناه للهروب من الشوق والحنين لأيام ليتها تعود، هلّت الدموع في عيني وبدأت تهبط واحده تلو الأخرة على خدي الحزين كأنها تعرف طريقها، أستجمعت قواي وأخذتُ عكازي وبدأت أستند عليه إلى أن وصلت إلى مكاني المعتاد، على كرسي أمام المدفأة، أخذت ورقة صغيرة وبدأت بالبوح لها عن ما في قلبى من شوق، وحنين، وكيف أصبحت الليالي مظلمة بعدما كانت مُضيئة بنور الحب؛ فقلت لها دون حرج: كيف انكوى قلبي بنار الفراق دون رحمة أو شفقة، وكيف انكسر قلبي وأصبحت كسرته لا يطويها النسيان، وكيف له أن ينسى وهو بين تلك الذكريات، عندما كنت أكتب وقعت عينايّ على باقى الأوراق التي قد بُحت لها هي، وأخذت أفتح واحدة تلو الأخرى وأنا أسمع أنين قلبي المشتاق، ثم رأيت طيف حبيبتي فأحتضنته مسرعًا، ومن هنا علمتُ أنه إذا كان جسدي عاجزًا عن اللقاء؛ فقلبي وروحي لم يقدروا على النسيان.
الكاتبه. دينا محمد ابو ضياء
مبادره سفراء الكتابة