سُلِبَ مِنِّي طُمَأْنِينَتِي، جَعَلَنِي فَارِغَةً مِنْ الْأَمَانِ، أَصْبَحْتُ أَشَكِّكُ فِي كُلِّ الذِّكْرَيَاتِ، بَعْدَمَا كُنْتُ أَسْتَأْنِسُ بِفِكْرَةٍ وَجَوْدَه فِي قَلْبِي، أَصْبَحْتُ أَكْرَهُه وَأَكْرَهُ قَلْبِي الَّذِي أَحَبَّهُ، لَمْ يَعُدْ لَدَيَّ أَيُّ شَيء يُذْكُرُنِي بِهِ، تَخَلَّصْتُ مِنْهُ وَمِنْ ذِكْرَيَاتِهِ، تَخَلَّصْتُ مِنْ كَلِمَاتِهِ الَّتِي كَانَتْ تَنْهَشُ فِي عَقْلِي دَائِمًا، حَرِّقَتْ صُوَرُنَا، مُزِّقَتْ كُلَّ الْمَلَابِسِ الَّتِي شَاهَدَنِي بِهَا وَلَوْ مُجَرَّدَ صُورَةٍ، بَتَرْتُ شِعْرِي الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ، أَصْبَحْتُ أَتَعْمَّدُ أَنْ أَفْعَلَ كُلَّ شَيء كَانَ يَمْنَعُنِي مِنْ فِعْلِهِ، قَاطَعْتُ الْبُكَاءَ وَلَمْ أَعِدْ أَذْرِفَ وَلَوْ دَمَعَهُ وَاحِدَةً عَلَيْهِ، قَاطَعْتُ صِلَتِي بِكُلِّ مَنْ يَعْرِفَةُ وَلَوْ مُجَرَّدَ مَعْرِفَةٍ سَطْحِيَّةٍ، لَمْ أَعِدْ أَقُولُ أَسَمٌ يُشَابِهُ أَسَمَهُ، كُرِهَتْ كُلُّ مَلَامِحِهِ وَمَلَامِحُ مَنْ يُشْبِهُ، أصْبَحْتْ أَتَذَكُرُهُ صَدَفَة بَعْدَمَا كَانَ لَا يَغِيبُ عَنْ ذَاكِرَتِي وَقَلْبِي، لَمْ يُصْبِحْ لَهُ مَكَانٌ فِي قَلْبِي، أَصْبَحَ وُجُودُهُ غَيْرَ مَرْغُوبٍ بَعْدَمَا كَانَ وُجُودُهُ بِمِثَابِهِ الْجَمِيعِ، لَمْ أَعُدْ أَسْمَعُ أُغْنِيَتَهُ الْمُفَضَّلَهَ، تَعَمَّدْتُ أَنْ أُخَالِفَ كُلَّ عَادَاتِنَا سَوِيًّا، لَمْ أَعِدْ أَمْشِي فِي طَرِيقٍ جَمَعَنِي بِهِ، لَمْ أَعِدْ أَحِبَّ أَيْ شَيء يَخُصُّهُ بَعْدَمَا كَانَ هُوَ كُلُّ شَيء أُحِبُّهُ، سَلَبَ مِنِّي رُوحِي وَرَحَلَ.
#ياسمين_ياسر_«سَرَابٌ».
#مبادرة_سفراء_الكتابة_لدعم_المواهب.