لستُ حزينـة لأن أحدهم لا يَعبؤ بي، ولا لأني خُذلت من الجميع، ولا لأن الحياةَ ضاقت بي، ولا لأنني وحيـدة جعلتني الأقدار أُرافق جدران غُرفتي، وأسطر عليها ما يدور بداخلي، أو ما أتمني أن يحدث، لستُ حزينة لأن أحدهم قد حطم قلبي، ولا لأني بِتُّ أشعر أني كسرابٍ في هذا العالم بلا قيمه، ولكني حزينةٌ لسبب واحد يجعلك تشعُر بألام وطعنات كل هذه الأسباب مجتمعه، تُظهِره عيناي قبل أحرُفي، وتسطره دموعي قبل كلماتي، ويؤلمني الحديث عنه كما لو أني طِفلةٌ بعمر السابعه قد فقدت دُميتها المفضلة، إنه فقدان الأم يا رفيق، فما بالكَ أنت بالبكاء والتوسل لإحدىٰ الصور الموضوعة عند إحدىٰ زوايا جدارِ بيتٍ قديمٍ قد انزاح طلاؤه؟ وبقيت هذه الصورة التي باتت تجعله مُزهِرا كما النسيم العَبق في فصل الصيف، إنه فقدان تلك التِي أوصىٰ بها الله، ولم يكتفِ الرسول بالنصيحةِ بالبر والرفق بها، إنها بسمةُ كل منزل، والمذاق الشهي لكل طعام، والصوت الدافِئ الذي يمنح أركان البيت سلامًا ودفئا، إنه أصعب أنواع الفراق أن تُفارق تلك التي أعطتك روحًا لتعيش بها، أن تُفارق وتينك يا صديقي.
-الشيماء محمد.
#مبادرة سُفراء الكتابة.
عاش يابطل استمري
ردحذف