يأتي الليل وهو حاملاً مَعهُ مِن آلام، وذكرياتٍ، وخيباتٌ ،ربما يرجع ذلِكَ لأن الليل سكنَّ وهادئ ويتحليَ بالدفء !.
الليل يجمع بين شخص خُذل وتألم، وشخص يُعاني مِن فقدان أحدهُم ، يجمع بين حبيبين وهما ينظران للمستقبلاً كيف سيكون؟؟
الليل يعيش فيه الكثير من الأحلام ،الليل مأوى لمن ليس لهم مأوى ،فيه من يفرح ،وفيه من يبكي، وفيه من يجلِسُ مُكْتَئِبًا يَُنْدِبُ حَظَّهُ لأنه يعيش حتى الآن .
أحدًا يُحاكي الليل قائلاً : اليوم أتذكر فُراق أعز الأشخاص إلى قلبي ،اليوم أتذكر مَن كانت تأتي في كل ليلٍ لتطمئن عَلِيّ ،تـاللهِ أنني أشتاق لها فـَهي مَن كانت تدعو في جوفِكَ أن يرزقني ويوفقني .
فيواسيه الليل قائلاً : لا تحزن يا عبد الله، وما نحن إلا اوقاتً ستمُر، وإننا في رحلةٍ مَن ينتهي رحلتهُ سيذهب مِن حيث أتى، ويكمل قائلاً:إن رَبِّي وَرَبُّك يُنزِلُني للسماء الدنيا في ثلثي الأخير فيقول "من يدعوني فأستجيب له؟" .
أدعو ربك أن يخفف عنكَ الحزن ،وأن يجمعك مع اللذين أحببتُهم في جَنَّاتِه .
والآخر يقول مخاطبًا الليل : أنتَ سِري وليس ليِ أحدًا لأبوحَ له بِـسِري غَيرُكَ،اليوم أذنبت،وأذنبت كثيرًا فيما مضىَ ،قُل ليِ مَاذا أفعل ليغفر الله ليِ ويخفف عني ؟.
فيجيب عليه الليل يَطْمَئِنّ تِلكَ القلب التائب والعائد إلى الله .
ويقول: يابن البشر ما أنتَ إلا بشر تُذنب وتخطئ ،فإن هَذا من صِفات البشر ، ومن رحمةْ الله عليكَ أنه جعل لكَ التوبه فَـتُب إلى الله وأستغفره فإنه رحيمٌ ويغفر الذنوب والخطايا ؛ألم تسمعه وهو ينادي "من يستغفِرُني فأغفرُ له؟" فأدعوه أن يتوب عليكَ وأن يُهديك إلى الصراط المستقيم .
وآخرٌ يتحدث إلى الليل فيقول: ماذا أفعل؟ أخاف أن أتحدث إليها وهى ليست حلالي فأغضب الله فيها فيبعدها عني،وليس لدي ما يُعينني لكِي أجتمع بها على سنة الله ورسوله
فَيجيبهُ الليل : إن الله يعلم بنيتك خيرًا أم شرًا لأن "إن أراد الله شيءً يقول له كُن فيكون " .
أدعو الله في الثُلث الأخير مني أن يجمعكما في حلاله ،وإن لم تكن مِن نصيبك فأدعو الله أن تكون مِن نصيبك،فهو القادر على كُل شئٍ .
"يغير الأقدار ويأخذ ما يشاء وويعطي مـا يشاء "
"الليل به جوابٌ لكُل شئً وكل هَمٌ وكَربٌ ."
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:((ينزل ربنا - تبارك وتعالى - كل ليلةٌ إلى السماء الدنيا حين يبقى ثُلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ ومَن يستغفرني فأغفر له))؛ متفق عليهِ .
الليل فيه يقول الله للعاصي :"استغفرني فأغفر لكَ ،وفيه يقول للسَّائِلُ ،سل أعطيك، وفيه يقول للداعي : أدعوني استجيب "وهذا يكفي
ولكن نحنُ نحب أن نعيش الهموم والأحزان .
ما يحدث لنا ما هو إلا شئً قَدره الله لنا أو شئً لنعُود إلى الطريق الصحيح مرةٌ أُخري .
#احمد_عبد_الظاهر.
#مبادرة _سُفراء _الكتابة.