(بين الماضي والحاضر)
في وقت استرخاء وأجواء شتوية باردة، فتحت أحد صفحاتي من مذكرتي؛ فقد كتبتها منذ ثلاثة سنوات مضى؛ فقرأت في أحد سطوري أنني أقدر على العيش بدونك، لن أقدر على تحمل فراقك وخسارتك؛ فبتسمت قليلًا؛ فأنا اليوم أعيش بدونك، أحيا حياتي بأكمله بدونك؛ لقد فعلتها، وكنت أظن أنني لن أفعلها؛ لقد نسيت وفخورة أنِني نسيت، أنا نسيت حبك، ولكن لم ولن أنسى ذلك الألم والذكريات المؤلمة، لقد اعتدت الجلوس بمفردي في تلك الغرفهة المظلمة؛ لقد كانت هذه الجملة أحد سطوري؛ لقد كانت سطوري مؤلم حقًا؛ فأنا اليوم أعيش وأحيا بين هؤلاء الناس الذين اعتزلتهم يومًا؛ لقد وجدت في هؤلاء الناس حبًا واحترامًا وتقديرًا؛ لقد وجدت أن أهلي أحق بالاهتمام، أحق بأن أسعى في تلك الحياة؛ لأجل إرضائهم وإسعادهم؛ولقد اعتدت الجلوس مع أهلي ولم أعد أعزل نفسي في تلك الغرفة؛ فاهتماماتي وتفضيلاتي تبدلت منذ ذلك اليوم. لقد كنت مخطئًا عندما قلت أن ابتسامة وجهي لن تعد، ووجهي البشوش لم يعد كما كان قبل؛ لقد عادت ابتسامة وجهي التي ظننته لن تعود؛ بل عادت وأكثر تفاؤلًا؛ لقد كنت مخطئة في ذلك الوقت، ولكن لا أسمى نفسي مخطئة؛ بل ما شعرت به في ذلك الوقت لم يكن قد مر على قلبي شيء مثله من قبل؛ لقد كنت أول صدمات قلبي في ممن أهديته قلبي فكسر قلبي وكأنه لا يعني له شيء، وهو حقًا كذلك، لا يعني له شيء؛ لقد تجاوزت كل تلك المعاناة بمفردي أتذكر حينها أنني بكيت من شدة ارتجاف قلبي، كان في قلبي أشياء مختلطة من الحب والكره والخوف والانكسار أيضًا، أما الآن لا يرتجف قلبي لخسارة أحد، ولا حبًا لأحد حتى ظننت أنهُ قد مات، ولكنه لم يمت بعد؛ بل ينبض حبًا وإخلاصّا لمن أحب قلبي وروحي فقط.
أتعلمون! في ذلك الوقت ما الذي رمم انكسار قلبي وحزنى على قلبي؟ دعواتى إلى الله، نعم، تلك الدعوات هي من رممت وأصلحت الخراب الذي كان بداخلي، دعوت اللَّه بأن يصلح ما انكسر بداخلي، بأن يعيد لي ابتسامتي وبهجتي للحياة، فجاء العوض مذهلًا حقًا؛ لقد رزقني أكثر مما كنت أطلب منه؛ لقد كانت دعواتي هي طوق النجاة؛ فلله الحمد من قبل ومن بعد.
للكاتبة/ آلاء جمعة.
مبادرة / سُفراء الكتابة.
حبيبت ♥️💛💛
ردحذفحاجه جامده جدا والله 🥰💜☺️
ردحذف